"شكري في موسكو وبلينكن في القاهرة".. كيف يرى الخبراء التحركات المصرية وسط توتر في المنطقة؟

مال وأعمال

انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/uo2v

زار وزير الخارجية المصري سامح شكري موسكو أمس الثلاثاء، بعد الإعلان عن زيارة مفاجئة جاءت بعد ساعات من لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة.

جاءت زيارة شكري لموسكو للقاء وزير الخارجية الروسي، لإيصال رسالة من وزير الخارجية الأمريكي للجانب الروسي عبر مصر، والتي احتوت على عدة رسائل حول خروج القوات الروسية من أوكرانيا، والتي اعتبرها الجانب الروسي رسالة غير مكتملة.

وقال نائب رئيس حزب المؤتمر في مصر رضا فرحات في تصريحات لـRT إن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لموسكو مهمة جدا لأنها جاءت بعد لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي وتسعي مصر لتحقيق التهدئة والبحث عن سبيل لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية بطرق سلمية لافتا إلى أن الزيارة تعكس قوة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا كما انها نقلة نوعية في العلاقات المصرية الروسية في العديد من المجالات و مصر تسعى لاستثمار علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو من أجل دعم الأمن والاستقرار العالمي.

وتابع فرحات: مصر محور الاستقرار و ركيزة أساسية في حفظ السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط وهناك تفاهمات بين البلدين حول عدد كبير من القضايا، و تنسيقا واضحا حول المواقف السياسية المتعلقة بإدارة شؤون المجتمع الدولي وهو ما يجعل من التنسيق بين البلدين أمرا هاما في دعم الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا لافتا إلي أن الزيارة أيضا تأكيد للشراكة الاستراتيجية و تطوير العلاقات بين البلدين على كافة المستويات بما يخدم مصالح الشعبين.

وأضاف أن هناك رغبة حقيقية في العمل على تعزيز وتعظيم العمل السياسي والاقتصادي و التجاري و الأمني بين الدولتين خاصة و أن روسيا تقوم بتنفيذ محطة الضبعة النووية بحجم استثمارات يصل الى 25 مليار دولار وشراكة روسيا في العديد من الصناعات ومحاولة توطين الصناعات الروسية في محور السويس.

أستاذ علوم سياسية: زيارة بلينكن للقاهرة ليس لها علاقة بالأوضاع في فلسطين

من جانبه، قال استاذ العلوم الساسية المصري إسماعيل صبري مقلد، في تصريحات لـRT إن زيارة بلينكن للقاهرة ليس لها علاقة بتهدئة الأوضاع الساخنة التي تشهدها المناطق الفلسطينية المحتلة كرد فعل للتصعيد الإسرائيلي الأخير، مؤكدا أن الزيارة كانت مقررة قبل أن يتطور الموقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويصل إلى هذا المستوى من التوتر والعنف.

وأوضح أن ما جاء بلينكن من أجله شيء آخر، خاصة أنه يأتي عقب مناورات عسكرية أمريكية إسرائيلية هي الأضخم في حجمها والأخطر فيما تضمنته من تدريب على استخدام قاذفات نَووية لضرب أهداف مماثلة للمنشآت النووية الإيرانية، وهذا هو المغزى والهدف من إجراء تلك المناورات بهذا الشكل الغير مسبوق.

ونوه بأن ما يجري بين الطرفين الأمريكي والإسرائيلي حاليا من اتصالات وتفاهمات أخطر بكثير من مجرد تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما يزعمون للتغطية والتمويه.

الإعلامي المصري عمرو عبد الحميد: ثمة دلالة في توقيت زيارة شكري لموسكو

وقال الإعلامي المصري عمرو عبد الحميد في تصريحات لـRT إنه من الواضح أن ثمة دلالة في توقيت زيارة وزير الخارجية المصري إلى موسكو، إذ جاءت مباشرة بعد انتهاء مباحثاته في القاهرة مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، وكأن مصر تقول إنها تتعامل بقدر متساو مع الطرفين الروسي والأمريكي.

وتابع: "ربما ذلك يؤهلها في الوقت الراهن بالذات إلى الدخول على خط الوساطة في حل الأزمة الأوكرانية، وهو ما فهم من نقل شكري لرسالة من بلينكن إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وكذلك تأكيد الوزير المصري على استمرار المساعي للبحث عن حلول دبلوماسية لتلك الأزمة مع طرفيها وفي الاطار المتعدد ومع الشركاء الدوليين، واللافت للنظر هنا أن لقاءات شكري في موسكو شملت أيضا لقاءه مع أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، ما يعني بحث قضايا أخرى مثل الأزمة الليبية بأبعادها الأمنية التي تهم القاهرة وموسكو".

مستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: موقف القاهرة وموسكو في الأزمة الأوكرانية معروف

وقال المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجة جمال عبد الجواد، إن زيارة وزير الخارجية المصري إلى موسكو مهمة بعد يوم من لقائه وزير الخارجية الأمريكي، وهذا يعكس رغبة القاهرة في الحافظ على قوة متوازنة مع القوى الكبرى، بما يحقق مصالح مع الطرفين.

وتابع في تصريحات لـRT: "المحادثات المصرية الروسية شملت كل قضايا المنطقة تقريبا بما يعكس عمق واتساع هذه القضايا تناولت بالتفصيل هذه القضايا الاكثر اهتماما أو صلة بين البلدين، قضايا متعلقة بالعلاقات الاقتصادية ومن الهم جدا التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا فى قضايا الطاقة وقضايا الاستثمار في مجال الصناعة وقضايا صادرات الحبوب الروسية إلى مصر، واضح أن هذا الأمر استغرق جزء مهم من اللقاء وأيضا القضية الليبية استغرقت جزء كبير من تعليقات الوزيرين في المؤتمر الصحفي بما يعكس أن هذه القضية شملت مساحة معتبرة من الحوار بينهما".

وقال الخبير المصري إن مصر لها مصالح أمنية في ليبيا ولها مواقف محددة، وروسيا أيضا لها مصالح في ليبيا وبالتالي هي لاعب مهم في تطوير مسار الأحداث في هذا البلد العربي الذي يمر بظروف صعبة.

واشار إلى أن التنسيق ما بين البلدين في هذا الأمر ضروري جدا في ضوء تحركات كثيرة تسعى إلى إخراج ليبيا من مأزقها ومن ثم توفير فهم مشترك بين مصر وروسيا يساعد على حماية مصالحهما معا، وبالطبع الأزمة الأوكرانية لا يستطيع أحد أن يتجاهلها، والموقف المصرى فيها والموقف الروسي معروفان، وكلا الوزيرين أكدا أن هذه قضية كبرى تؤثر على العالم.

خبير في الشأن الروسي:جوانب اقتصادية هامة في مباحثات شكري ولافروف

وأوضح الخبير المصري في الشؤون الروسية نبيل رشوان، أن الملفات بين مصر وروسيا كثيرة جدا ناهيك عن العلاقة التاريخية، موضحا أن هناك ثلاثة أشياء من ناحية الجوانب الاقتصادية كانوا أساسين فى هذه المباحثات.

وأكد الخبير في تصريحات لـRT أن هذه الجوانب أولها التعامل بالعملات المحلية الروبل والجنيه، ثانيا الاستمرار واستكمال المشروعات الضخمة خاصة في شرق قناة السويس والضبعة وكلها أشياء يؤكد عليها الجانبين في كل مناسبة تقريبا في جوانب أخرى مثل التعامل بالعملات المحلية.

وأضاف أن مصر أكدت من خلال هذه الزيارة وبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي على التزامها بالحياد التي تبنته مصر منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأشار الخبير المصري نبيل رشوان إلى أن هناك مباحثات تمت حول إشراك إيران في الحل النهائي للأزمة السورية بالإضافة طبعا إلى تركيا، لأن هذا سيكون له تأثير كبير جدا ومصر كما نعلم لها دور مهم في الأزمة السورية، وهناك اتفاق في وجهات النظر بين موسكو والقاهرة حول الملف السوري.

وأشار أيضا أن مؤتمر روسيا وإفريقيا سيعقد في مدينة سان بطرسبرغ في الصيف القادم، وكانت مصر لها دور كبير جدا في مؤتمر سوتشي في تقريب وجهات النظر بين روسيا والدول الإفريقية، حيث لعبت مصر دور تنسيقي هام جدا في القارة الإفريقية وهذا شيء مهم للغاية.

وأضاف رشوان أنه بالطبع تمت مناقشة زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أذربيجان وأرمينيا، ربما تأتي مصر لتلعب دورا في الاتحاد الجمركي الأوراسي، وهذا شيء مهم جدا، حيث تحاول روسيا أن تعمق وتفعل هذا الاتحاد بحيث لا يقتصر على كازخستان وروسيا وبيلاروسيا وغيرها من دول وسط آسيا.

المصدر: RT

القاهرة - ناصر حاتم

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا