برلماني سوري: الربيع القاحل اقتحم العرب ولا توجد قوى عربية قادرة على تصويب المسارات

أخبار العالم العربي

برلماني سوري: الربيع القاحل اقتحم العرب ولا توجد قوى عربية قادرة على تصويب المسارات
انسخ الرابطhttps://rtarabic.com/news/592340/

اعتبر الدكتور فايز صايغ، عضو مجلس الشعب السوري في مقابلة مع موقع "روسيا اليوم" أن تقصير الإعلام السوري في تسويق الحقيقة التي يتحدث عنها واقناع الغير بها يعود لأسباب داخلية وخارجية معاً.

اعتبر الدكتور فايز صايغ، عضو مجلس الشعب السوري في مقابلة مع موقع "روسيا اليوم" أن تقصير الإعلام السوري في تسويق الحقيقة التي يتحدث عنها واقناع الغير بها يعود لأسباب داخلية وخارجية معاً.

وأوضح صايغ أن أحد الأسباب هو عدم وجود الفضائية السورية على الأقمار الأوروبية وآليات دخولها في إطار الباقات المخصصة، التي يطلبها المشاهدون وبخاصة في أوروبا والولايات المتحدة. فكثير من الاجراءات تحتاج إلى أمرين القرار الى جانب المال، بالإضافة إلى توعية البرامج وحيويتها فضلاً عن الأسباب السياسية والموقف الوطني السوري والضغوط التي تتعرض لها سورية على مختلف الأصعدة جراء هذا الموقف، ومنها الضغوط الاعلامية وبخاصة في هذه الظروف الصعبة.

وأكد البرلماني السوري أن اقتراب الإعلام من هموم الناس ومعالجة قضاياهم وتسليط الضوء على معاناتهم وسعيه بسلطته الرابعة إلى معالجة هذه القضايا عندها يصبح الإعلام قريباً من الناس، بل ويصبح الناس من أشد متابعي وسائل الاعلام لانهم يجدون في هذه الوسيلة ملاذهم ومرجعيتهم والجهة التي تدافع عنهم وتصبح العلاقة بين الوسيلة الاعلامية والرأي العام متكافئة، فصناعة الرأي العام من أهم الاستثمارات البشرية في عصر الاتصالات الراهن. كما لفت في هذا السياق الى أنه لا توجد وسيلة اعلامية حرة وديمقراطية بكل معنى الكلمة. ولكل وسيلة صاحب أو ممول أو مستثمر أو جهة تنطق باسمها وتسوق فكرها وأهدافها. وكذلك الأمر لاتوجد معلومة بريئة بمعنى البراءة التامة لأن المعلومة لها مصدر، والمصدر له أهداف وسياسات وطموحات ورؤى. ولهذا فإن التسويق الاعلامي يتوقف على الأهداف المرجو تحقيقها.. وعلى قوة رأس المال بالاضافة إلى المهنية والحرفية.

أما في سياق رده على سؤال عن "الربيع العربي"، الذي اعتبره البعض جاء لانقاذ الشعوب من حكم ديكتاتوري شمولي، في حين يراه البعض الآخر جاء مصطنعا من أطراف دولية لخلق فوضى في البلاد التي اجتاحها، فضرب صايغ مثالا لما حدث في ليبيا قائلا "شاهدنا نتائجه في ليبيا التي استقدمت الربيع على أجنحة الناتو وما حصل في ليبيا لايزال ماثلاً، ولاتزال نتائجه الكارثية واضحة. كما شاهدنا تونس ومصر كيف تسلم الأخوان المسلمون بعقلياتهم وأساليبهم ورؤاهم، وكيف تلاشت مبادىء مثل الوحدة العربية وتحرير فلسطين وغير ذلك، فقد غرقت البلدان في سلسلة من المشكلات بدأت ولن تنتهي".

واستطرد قائلا "في سورية الوضع مختلف، فعندما تقود الولايات المتحدة الأمريكية حملتها ضد سورية ليس من أجل حرية الشعب السوري ولا من أجل الديمقراطية والحياة الأفضل، بل دائماً لخدمة إسرائيل، فعندما تضعف سورية وتنشغل في أمورها الداخلية وتضعف المقاومة ترتاح اسرائيل، ويتكرس مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على الفوضى الخلاّقة والذي يخدم مصالح اسرائيل في المنطقة عموماً.

وتابع صايغ قوله "الربيع القاحل اقتحم العرب ولا توجد على الساحة العربية قوى قادرة على تصويب المسارات.. والانهيارات ستستمر ولن ينجو منها من يخطط ويرسم وينفق المال ويزود الارهابيين بالسلاح. وريثما يستقر حال الوطن العربي على الصورة المرسومة له بعد الفوضى الهدامة تكون اسرائيل قد أنجزت ما تبقى من مخططها وبخاصة تهويد القدس، وتهديم أو تهديد المسجد الأقصى، وطرد العرب مما تبقى من أرضهم.. وهكذا تكون أمريكا قد أنجزت المخطط الذي يوفر لاسرائيل الاستقرار على أرض الفلسطينيين فيما يقبع محمود عباس في شقة في رام الله لا يستطيع توسيع شقة سكنه مترا واحدا دون موافقة اسرائيل.. هذا الذي من المفترض أن يقود الى انتفاضة شعبية فلسطينية يمكن تسميتها بالربيع القومي العربي الفلسطيني".

واوضح صايغ في معرض تعليقه على سؤال حول مجيء اسلاميين الى سدة الحكم في بلاد "الربيع العربي" وما مصلحة الدول الكبرى من استلام هؤلاء للسلطة، أوضح أن أغلب الحركات الاسلامية المسلحة، والتي لا تحمل في برامج عملها أهدافاً محددة واضحة، تتجاهل قضية فلسطين. وقال "كلنا يعرف أن التنظيمات الأفغانية المتطرفة كانت صناعة أمريكية بهدف طرد السوفيت من أفغانستان.. ثم تحولت في اتجاهات عديدة وناصبت الولايات المتحدة الأمريكية العداء العلني لكنها لم تنفذ أي عملية نوعية تستهدف مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أو مصالح اسرائيل".

ورأى أن الحركات الاسلامية التي برزت على الساحة العربية حركات تتطلع إلى السلطة بمختلف الوسائل ولكي تصل إلى أهدافها عقدت ما يشبه الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على مصالح اسرائيل، لافتا الى أن هذا يبدو واضحاً من تصريحات المسؤولين وفي المقدمة هيلاري كلينتون عن ديمقراطية الحركات الاسلامية.

وقال صايغ خلال تطرقه الى سؤال عن الانشقاقات التي كثرت في الآونة الاخيرة في الحكومة السورية، وهل السبب يعود إلى أن السلطات السورية اخطأت مرة اخرى في حساباتها بالتعامل مع اشخاص معينة.. "بتقديري أن الاختيارات بالأساس خاطئة وأن الذين يلمعّون صورة فلان على حساب فلان هم شركاء في الخطأ.. لم نصل بعد إلى مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب، وكثيراً ماتم وضع صاحب القرار في صور خاطئة عن أناس بهدف إبعادهم، وصور خاطئة أيضاً عن أناس بهدف تقريبهم".

وأكد على أن "الوقت والظرف لايسمحان بالدخول في التفاصيل والمعلومات وما تم اتخاذه من قرارات.. وأترك هذا الجانب للزمن، وإلاّ كيف يمكن تكليف رياض حجاب رئيساً للوزراء فيما كان هو قد أنجز عملية الانشقاق والفرار وسيثبت أنه كان مرتبطاً بالمرجعية ذاتها التي ارتبط بها السفير السوري بالعراق نواف الشيخ فارس (الذي انشق ايضا عن النظام السوري) وكلاهما من بيئة واحدة والمايسترو واحد".

واعتبر البرلماني السوري أن مجلس الشعب اليوم ولد من رحم الأزمة وهو ابنها وبالتالي عليه أن ينهض بمسؤولياته الجسيمة، معيدا للاذهان ان برلمان اليوم يحتوي على موالاة ومعارضة لأول مرة في تاريخ سورية الحديث وتحديداً منذ ثورة 8 مارس/آذار عام 1963. وشدد على أن أولويات مجلس الشعب الوقوف على مشكلات الناس وتوفير مستلزمات الحياة والاحتكاك مع مختلف شرائح الشعب وإجراء المصالحة الوطنية ووضع سورية على عتبة المستقبل وحقن الدماء وبالتالي النهوض بالبيئة التشريعية بما يحقق أهداف وتطلعات الشعب الذي انتخبنا لهذه المهمة. واختتم بالقول "نأمل أن نحقق ما جئنا لتحقيقه وأن تتجاوب السلطة التنفيذية مع رؤيتنا لا أن يتجاوب مجلس الشعب مع رؤيتها هي.. نكمل أدوارنا لما فيه مصلحة الناس".

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا