ظاهرة "الغيوم المتألقة ليلا" القريبة من حافة الفضاء تبهر عشاق الفلك رغم غموض أصولها

العلوم والتكنولوجيا

ظاهرة
ظاهرة الغيوم المتألقة ليلا
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/t6np

تعد الفترة ما بين نهاية الربيع وبداية الصيف في نصف الكرة الشمالي الوقت المناسب للبحث عن ظاهرة فريدة في السماء تعرف باسم "الغيوم المتألقة ليلا" (NLCs).

وتُعرف الظاهرة أيضا باسم الغيوم البراقة، وهي غيوم ذات لون فضي أو وردي، وأحيانا برتقالي إلى أحمر. ويمكن مشاهدة هذه الغيوم بوضوح في سماء الليالي المظلمة.

وتأتي تسمية الغيوم المتألقة ليلا (Noctilucent cloud) من كلمة noctilucent من اللاتينية، والتي تعني "سطوع الليل"، وهو وصف جيد لهذه التكوينات السحابية الجميلة.

ويمكن رؤية الغيوم المتألقة ليلا وهي تتوهج بلون أزرق في السماء الغربية المظلمة بعد نحو 30 دقيقة من غروب الشمس.

ولا يمكن رصد هذه الظاهرة إلا بعد غروب الشمس، حيث تنشر ضبابا أزرق ناعما في الغلاف الجوي في أواخر الربيع وبداية الصيف، عندما يبدأ الغلاف الجوي العلوي بالبرودة بينما تزداد درجات حرارة الغلاف الجوي المنخفض.

وفي الواقع، يبدأ موسم الغيوم المتألقة ليلا في منتصف مايو، ولكن، عادة ما تكون العروض الضوئية المبكرة باهتة، وبالتالي فإن بداية يونيو، وحتى منتصف الشهر، غالبا ما كانت التوقيت الأفضل لرؤية هذه الظاهرة مشرقة وواضحة، بحسبما رصده العلماء في السنوات الماضية.

والغيوم المتألقة ليلا هي أعلى الغيوم المعروفة في الغلاف الجوي للأرض، وتقع على ارتفاع نحو 80 كيلومترا، حيث تتشكل في طبقة تعرف باسم الغلاف الجليدي أو الميزوسفير، وهو ما يقترب من حافة الفضاء.

وتُعرف حافة الفضاء باسم خط كارمان، والذي يمثل الحدود بين الغلاف الجوي والفضاء الخارجي، والواقع على ارتفاع 100 كيلومتر.

ومن غير الواضح كيف تتشكل هذه الغيوم المتألقة ليلا. ولكن، كما هو الحال مع كل السحب، يجب أن يتكثف بخار الماء حول "النواة"، وعادة ما تكون حبة غبار.

وتكمن المشكلة في فهم كيفية وصول هذه المواد إلى هذا الحد في المستويات العليا الهشة من الغلاف الجوي، ويقترح الباحثون أن تفكك الشهب يمكن أن ينتج هذا الغبار.

فيما يتمثل الاحتمال الآخر في أن الملوثات من صنع الإنسان التي تصل إلى الغلاف الجوي العلوي تعمل كنواة، ما يعزز التأثير على مدى القرون الأخيرة.

وإذا كان التلوث الصناعي هو السبب، فقد يفسر هذا سبب عدم وجود تقارير عن مشاهدات للغيوم الليلية قبل عام 1885، بعد عامين فقط من ثوران بركان كراكاتوا، وهو واحد من أكثر الكوارث المدمرة المسجلة.

ووقع تحديد السحب اللامعة بشكل أكثر تكرارا على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث ارتبط الكثير منها بزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وعلى عكس الشفق القطبي، الذي يمكن التنبؤ به ببعض الدقة قبل عدة أيام بفضل الأقمار الصناعية والمراصد لمراقبة الشمس، لا يمكن التنبؤ بعرض الغيوم المتألقة الليلية قبل أكثر من بضع ساعات، لأن الظروف التي تؤدي إلى تشكيلها غير واضحة للغاية، ولا تتواجد إلا لفترات وجيزة.

المصدر: ذي غارديان

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا