دراسة تشمل متطوعين شجعان "أصيبوا عمدا بالملاريا" تكشف عن مكان اختبائها في الجسم!

الصحة

دراسة تشمل متطوعين شجعان
صورة تعبيرية
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/qj8l

توصلت دراسة تصويرية جديدة إلى أدلة تكشف أن طفيليات الملاريا تتجمع وتتراكم في الطحال، في الأسبوع الأول أو إلى أن تنتشر العدوى.

ويعد هذا الإنجاز فوزا صغيرا آخر في سلسلة من الاكتشافات الحديثة التي "تعيد تعريف'' فهمنا للملاريا - مرض يهدد الحياة وينتقل عن طريق البعوض ويصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم كل عام.

واكتشف العلماء الأستراليون مؤخرا طفيليات الملاريا، وخاصة من نوع Plasmodium vivax، الكامنة في طحال الأشخاص المصابين بعدوى الملاريا المزمنة بكميات "كبيرة بشكل مدهش".

وتوضح هذه الدراسة الجديدة مدى السرعة التي تجد بها الطفيليات طريقها إلى الطحال.

وتلقي هذه الدراسة بثقلها وراء الأدلة الناشئة على أن الطحال قد يؤوي خزانا لتكاثر طفيليات Plasmodium. وأيضا، من خلال توضيح خطوة أخرى في دورة حياة طفيلي الملاريا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إعادة التفكير في استراتيجياتنا الحالية لاستئصال المرض.

ويقول جون وودفورد، باحث الأمراض المعدية في QIMR (معهد بيرغوفر للبحوث الطبية في أستراليا): "من خلال إجراء هذه الدراسة التصويرية الجديدة على المشاركين الذين يخضعون لعدوى تجريبية بالملاريا، تمكنا من النظر إلى ما يحدث داخل أعضاء معينة خلال المراحل الأولى من عدوى مرحلة الدم".

وبدأ العلماء يشتبهون في أن طفيليات P. vivax قد "تتحرك" نحو الطحال، أكثر من كونها تطفو حول مجرى الدم، لأن الطحال يحتوي على الكثير من خلايا الدم الفتية، التي تسمى الخلايا الشبكية، والتي يمكن أن تصيبها P. vivax.

وافتقد العلماء، حتى الآن، ما كان دليلا على مدى سرعة ظهور طفيليات Plasmodium في طحال الأشخاص المصابين بالملاريا - وهل يمكن لهم اكتشاف أي تغييرات في هذا الصدد عن طريق التصوير.

ووجد وودفورد وزملاؤه دليلا على أن طفيليات الملاريا تتراكم في الطحال بعد فترة وجيزة من الإصابة بالملاريا التي أحدثوها في متطوعيهم، في ظل ظروف تجريبية خاضعة للرقابة، وأكثر من ذلك مع P. vivax مقارنة بـP. falciparum، وهي أخطر أشكال طفيليات Plasmodium التي تسبب الملاريا في البشر.

ومن المهم ملاحظة أن الدراسة كانت صغيرة فقط: سبعة متطوعين أصحاء فقط، لم يصابوا بالملاريا من قبل، أصيبوا عمدا بجرعة إما من P. vivax (لثلاثة متطوعين) أو P. falciparum (الأربعة الآخرين) تحت المراقبة الدقيقة.

وفي حين أن P. falciparum كانت محور التركيز الرئيسي حتى الآن لعلاج الملاريا وجهود القضاء عليها، فإن P. vivax هي التي تسبب عددا متزايدا من حالات العدوى بالملاريا، والعديد منها مزمن وبعضها مميت.

واستُخدم نوعين من التصوير، التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، لقياس امتصاص مادة السكر ذات العلامات الفلورية في ثلاثة أعضاء - الطحال والكبد ونخاع العظام - وحجم كل منها، قبل أسبوع تقريبا وبعد الإصابة.

وزاد استقلاب الجلوكوز، وهو علامة على الخلايا النشطة التي تستهلك الطاقة، في غضون 11 يوما من الإصابة، وكان هذا أكثر وضوحا في مجموعة P. vivax، مقارنة بالمصابين بـP. falciparum.

وبالمثل، أظهر حجم طحال هؤلاء الأشخاص اتجاها مماثلا، أكبر مع P. vivax من P. falciparum، ولكن لم تظهر مثل هذه التغييرات في الكبد أو نخاع العظام.

ويقول وودفورد: "يمثل هذا دليلا إضافيا على أن طفيليات الأنواع المهمة من P. vivax لها ميل خاص للطحال".

ويقترح وودفورد وزملاؤه أن التغيرات في حجم الطحال وأيض السكر، يمكن أن تكون بسبب العدد الهائل من الطفيليات المتراكمة في الطحال أو نشاط العضو نفسه، استجابة لعدوى متزايدة.

وكتب فريق البحث في ورقتهم: "إن وجود مقصورة خفية في الطحال يؤثر على فهمنا لعلم الأحياء الأساسي وعلم الأمراض لهذا الطفيل الشائع، وقد يكون له آثار عند تطوير علاجات مضادة للملاريا".

وبصرف النظر عن الأدلة الإضافية التي توفرها هذه الدراسة على طفيليات Plasmodium في الطحال، فإنها تشير أيضا إلى أن تصوير الجسم بالكامل يمكن أن يكون أداة مفيدة لدراسة عدوى الملاريا.

وقبل ذلك، أخذ العلماء عينات الدم والأنسجة فقط أثناء الجراحة أو بعد الموت للاعتماد عليها. ويكمن الأمل في أن التصوير ربما يكشف عن عدوى الملاريا المبكرة المتجهة إلى الطحال والتي قد تفوتها اختبارات الدم.

ولكن التصوير الطبي أغلى بكثير من اختبارات الدم الروتينية، وقد لا يكون متاحا بسهولة في أجزاء من العالم حيث تتوطن الملاريا.

ونُشرت الدراسة في  PLOS Medicine.

المصدر: ساينس ألرت

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا