أوكرانيا والنظام الفيدرالي

أخبار العالم

تحميل الفيديو
انسخ الرابطhttps://rtarabic.com/news/681134/

تعتبر روسيا من الأفضل لمستقبل أوكرانيا وشعبها أن تتبنى الأخيرة نظام حكم فيدرالي يمنح المناطق سلطة واستقلالية ضمن أسس الدستور لتحكم نفسها، وفي نفس الوقت تبقى في إطار الدولة الموحدة

تعتبر روسيا من الأفضل لمستقبل أوكرانيا وشعبها أن تتبنى الأخيرة نظام حكم فيدرالي يمنح المناطق سلطة واستقلالية ضمن أسس الدستور لتحكم نفسها، وفي نفس الوقت تبقى في إطار الدولة الموحدة بما يمنع الانفصال.

لماذا الفيدرالية لا غيرها؟

تتمتع الفيدرالية بالكثير من المزايا الإيجابية، وتشير تجارب عدة دول تسير على هذا النظام، بينها 8 من بين أكبر دول العالم مساحة تحكم بشكل فدرالي، إلى أن هذا النظام قابل للتنفيذ.

ولعل بين أبرز مزايا الفيدرالية أنها توفق بين هدفين سياسيين: تكوين حكومة مركزية قويه وفاعلة، والمحافظة على استقلالية (أو شبه استقلالية) حكومة الولايات. بمعنى آخر يمكن القول أن النظام الفيدرالي يقوم على أساس فكرة توزيع السلطات بين الحكومة المركزية، والحكومات الأخرى في الدولة.

وتمنح الفيدرالية الحق لكل إقليم أو ولاية، بأن تكون لها سياساتها الخاصة بها، بما لا يتعارض مع الدستور الفيدرالي، ولا يتعارض مع سياسات الدولة الاتحادية. بمعنى أن الولايات تستطيع ممارسة سياسات خاصة تعليمية، أو إسكانية، أو صحية، أو ثقافية مختلفة عن بعضها البعض. وتحل الفيدرالية مشكلة الحكم في الدول كبيرة الحجم من الناحية الجغرافية، حيث يطبق هذا النظام في كل من الولايات المتحدة وألمانيا وروسيا وكندا والبرازيل وغيرها.

الفيدرالية ـ "التنوع من خلال الوحدة"

كما أن هذا النظام يعتبر الأنسب بالنسبة للدول التي تكونها فسيفساء من الطوائف العرقية أو اللغوية أو الدينية أو الجهوية، وسويسرا تثبت نجاح هذه النقطة بالذات. فمن المعروف أن عدد سكانها يزيد عن 7 ملايين نسمة يعيشون في مساحة صغيرة نسبياً (41 ألف كلم مربع) تقطنها ثلاث شعوب: إيطاليون وألمان وفرنسيون، ويرى كثيرون أن الفضل في تعايشهم يعود إلى نظامهم السياسي الفدرالي.

ومن الجدير ذكره أن هذا النظام يحفّز الاقتصاد ويشجع المشاريع المتوسطة والصغيرة إضافة الى أنه يمنح الأقاليم حرية أكبر دون العودة الى المركز في اختيار الاستثمارات وحجمها حسب الحاجة والطلب. كما ومن المفترض أن يؤمن هذا النظام القدر الكافي من الحرية والحقوق للجميع. ويتم اللجوء الى هذا النمط من الحكم في ظل وجود تهديد بانفصال قد تقوم به الأقليات.

جنوب وشرق أوكرانيا

اندلعت الاحتجاجات في أقاليم شرق وجنوب أوكرانيا خلال الفترة الأخيرة، الى حد إعلان المحتجين على سياسة سلطات كييف في مقاطعة دونيتسك (شرق البلاد) إنشاء "جمهورية دونيتسك الشرقية" وشكلوا "مجلسا شعبيا" وطلبوا من موسكو إرسال قوات حفظ سلام لاستعادة الاستقرار في الإقليم. وأوضح أحد قادة المحتجين أن قرارات المجلس ستدخل حيز التنفيذ بعد إجراء استفتاء شعبي حولها بحلول 11 مايو/أيار موضحين أن هذا الموعد تم تنسيقه مع النشطاء المعارضين في مقاطعتي لوغانسك وخاركوف.

كما أعلنت مجموعة من الشخصيات العامة في خاركوف إقامة "جمهورية خاركوف الشعبية"، وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن المجموعة "أخذت على عاتقها كافة مهام مؤسسات الدولة والسلطة" وأن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ بعد إجراء استفتاء شعبي أيضا.

أوكرانيا والنظام الفيدرالي  

 

هذا واتسعت رقعة المواجهات بين النشطاء المعارضين من جهة والشرطة ونشطاء موالين للسلطات الجديدة من جهة أخرى، لتشمل مدينة نيقولايف (مركز مقاطعة نيقولايف) حيث أصيب 10 أشخاص على الأقل، الأمر الذي دفع بالشرطة الى التدخل في الخلاف. وفي مدينة أوديسا بدأ نشطاء المنظمات الأهلية بإنشاء المتاريس في ساحة "كوليكوفو بوليه" وسط المدينة، حيث يجري جمع التواقيع لإجراء استفتاء حول مسائل منح اللغة الروسية صفة حكومية، ولا مركزية السلطة، وتحديد التوجه الخارجي لأوكرانيا.

موسكو تؤكد على ضرورة الفيدرالية

وتؤكد موسكو أنه "من الصعب أن تستقر الدولة الأوكرانية لفترة طويلة دون إصلاح دستوري حقيقي يضمن قيام فيدرالية تضمن مصالح جميع الأقاليم في البلاد ويضع الدولة خارج الأحلاف، ويمكّن الدور الخاص للغة الروسية". وتعتبر موسكو أن "استمرار القوى السياسية، التي تطلق على نفسها تسمية السلطة الأوكرانية، بالتعامل دون مسؤولية مع مصير البلاد ومصير الشعب يجعل أوكرانيا تصطدم بصعوبات وأزمات جديدة".

كييف: الفيدرالية تفكك البلاد

لكن الأوكرانيين يخشون أن تؤدي هذه الخطوة الى تفكك البلاد في نهاية المطاف. ومما لا شك فيه أن أوكرانيا بحاجة إلى اللامركزية، حسب أستاذ السياسة المقارنة بالجامعة الوطنية لأكاديمية كييف ألكسي فاران، ذلك أن المدن والبلدات الأوكرانية ترغب فعلا في حكم ذاتي حقيقي.

وما بين المركزية واللامركزية تمر أوكرانيا في الوقت الحالي بمرحلة حاسمة ودقيقة جدا ستحدد ملامحها المستقبلية كدولة وشعب وأرض.

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على النازية بعرض عسكري في الساحة الحمراء (فيديوهات)