الكلمة الأخيرة: ها قد أصبحت شخصية سياسية

أخبار العالم

الكلمة الأخيرة: ها قد أصبحت شخصية سياسية
ناديجدا سافتشينكو
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/hg77

ألقت الطيارة الأوكرانية ناديجدا سافتشينكو المتهمة بالاشتراك في قتل صحفيين روسيين في أوكرانيا، كلمتها الأخيرة أمام القضاء الروسي، وتحدثت عن نفسها كـ"شخصية سياسية".

ومن المقرر أن تصدر المحكمة في مدينة دونيتسك الروسية حكمها في قضية سافتشينكو يومي الـ21 أو الـ22 مارس/آذار.

وجددت سافتشينكو في كلمتها في ختام المرافعات الأربعاء 9 مارس/آذار، رفضها التهم الموجهة إليها والحكم الذي سيصدره القضاء الروسي. وأكدت أن هدفها الرئيسي يكمن في إظهار روسيا في عيون "العالم الديمقراطي المتحضر" كـ"دولة من العالم الثالث يسود فيها نظام استبدادي ".

وتعهدت سافتشينكو بأنها ستواصل إضرابها عن الطعام وستعود إلى أوكرانيا "حية أو ميتة". وتعهدت أيضا بأنها "كشخصية سياسية لن تصافح روسيا أبدا في الساحة الدولية". ووعدت بأنها "لدى اتخاذ كل قرار سياسي" ستفكر كيف سينعكس هذا القرار على الشعبين في أوكرانيا وفي روسيا على حد سواء.

وجاءت الكلمة الأخيرة لـ سافتشينكو في الوقت الذي استجابت فيه واشنطن والدول الأوروبية لدعوة كييف لزيادة الضغوط على روسيا من أجل الإفراج عن سافتشينكو، إذ حث نواب البرلمان الأوروبي قيادة الاتحاد على فرض عقوبات ضد مجموعة مسؤولين روس على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، على خلفية قضية سافتشينكو، فيما وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري استمرار اعتقال المواطنة الأوكرانية بأنه انتهاك لاتفاقات مينسك.

وترفض موسكو الخضوع للضغوط وبحث إمكانية عقد صفقة تبادل تشمل سافتشينكو قبل صدور حكم قضائي بحقها.

ويؤكد الجانب الروسي أن سافتشينكو وهي ملاحة مروحية "مي-24" في الجيش الأوكراني، التحقت بصفة متطوعة بكتيبة "أيدار" للقوميين الأوكرانيين بعد بدء الحرب في جنوب شرق أوكرانيا، وقامت بتحديد إحداثيات مكان تواجد الصحفيين الروسيين إيغور كورنيليوك وأنطون فولوشين ومجموعة من المدنيين في محيط لوغانسك، وسلمت تلك الإحداثيات لقيادة الكتيبة التي شنت بدورها غارة أسفرت عن مقتل الصحفيين وعدد من المدنيين في يونيو/حزيران عام 2014.

وتنفي روسيا الاتهامات الأوكرانية بـ"اختطاف" سافتشينكو، وتؤكد أنها دخلت الأراضي الروسية بذريعة اللجوء بلا وثائق تؤكد شخصيتها، وتم توقيفها في مدينة فورونيج الروسية لتحديد هويتها، واتضح أنها مشتبه بها في عملية قتل الصحفيين الروسيين.

سافتشينكو وطريقها الصعب إلى السماء الأوكراني وعالم السياسة

مع غموض مستقبلها السياسي تبدو شهرة سافتشينكو العالمية اليوم امتدادا لشهرة نالتها داخل بلادها أوكرانيا، بعد أن تمكنت من شغل منصب ملاحة مروحية قتالية في الجيش الأوكراني وأصبحت من النساء القليلات اللواتي يخدمن في صفوف سلاح الجو الأوكراني.

لم يكن طريق سافتشينكو إلى السماء سهلا، إذ اضطرت في البداية للالتحاق بكتيبة للمشاة الآلية والذهاب إلى العراق للخدمة في صفوف القوة الأوكرانية التي حاربت بجانب القوات الأمريكية والبريطانية في الفترة 2003-2004. وفي مقتطفات فيديو تعود إلى تلك الفترة، تقول الجندية سافتشينكو إنها من أجل حلمها بقيادة طائرة ومروحية حربية، يجب أن تنال رتبة الضابط أولا كما يجب عليها أن تشارك في مهمة خارجية للجيش الأوكراني.

على الرغم من شهرة سافتشينكو إعلاميا، رفضت قيادة الجيش الأوكراني السماح لها بالانضمام إلى العمليات القتالية التي اندلعت في جنوب شرق أوكرانيا في ربيع عام 2014، ما دفع بالمرأة إلى تعليق خدمتها العسكرية مؤقتا والالتحاق بكتيبة تابعة للقوميين المتطرفين.

لكن مأساة قتل الصحفيين الروسيين والقصة الغامضة المتعلقة بـ"اختطاف سافتشينكو" ومن ثم اعتقالها في أراضي روسيا، حولت الملاحة الأوكرانية "الحديدية" إلى شخصية سياسية ورمز للنخبة السياسية الجديدة في البلاد، وذلك بعد أن أدرجتها "كتلة يوليا تيموشنكو" على قائمتها الانتخابية، وفازت سافتشينكو بمقعد في البرلمان الأوكراني.

وبعد مرور الوقت أصبحت سافتشينكو وورقة رابحة بالنسبة لكييف في المفاوضات الدولية حول التسوية في جنوب شرق أوكرانيا، إذ يدعي الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بأنه اتفق في إطار "رباعية النورماندي" على إشراك سافتشينكو في عمليات التبادل في إطار تنفيذ البنود المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى في اتفاقات مينسك السلمية الخاصة بتسوية الأزمة. لكن الجانب الروسي ينفي وجود أي اتفاقات بهذا الشأن، ويصر على استحالة إعادة المواطنة الأوكرانية إلى أوكرانيا في إطار صفقة تبادل، باعتبار أنها معتقلة في إطار قضية جنائية وليست أسيرة حرب.

هذا وتعرضت السفارة الروسية في كييف الأربعاء لاعتداء جديد من قبل أنصار سافتشينكو، إذ رشوا المبنى بالبيض وزجاجات تحتوي على مادة اليود. ووقعت اعتداءات مماثلة في مدينتي لفوف وأوديسا، حيث اقتحم محتجون حرمي القنصليتين الروسيتين. وفي لفوف قام نائب نائب في مجلس الرادا الأوكراني بنزع العلم الروسي من المبنى. أما الشرطة الأوكرانية فلا تبذل أي جهود لضمان أمن الممثليات الدبلوماسية الروسية والعاملين فيها، على الرغم من تعرضها لهجمات متتالية منذ أيام.

المصدر: وكالات

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا