"سولار إمبلس" تعبر الهادئ وتحط بسلام في كاليفورنيا (فيديو)

العلوم والتكنولوجيا

انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/hl1s

بعد رحلة استغرقت 3 أيام، أنهت طائرة "سولار إمبلس" الشمسية القادمة من هاواي، مرحلة أخرى من رحلتها حول العالم، لتحط الرحال الأحد 24 أبريل/نيسان بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

طائرة "سولار إمبلس" التي تعمل بالطاقة الشمسية أقلعت الخميس 22 أبريل/نيسان، من جزر هاواي، حيث خضعت في الأشهر الثمانية الماضية للصيانة بعد أن أصيبت بطارياتها بأضرار أثناء رحلتها من اليابان إلى هذه الجزر الأمريكية الواقعة في منتصف المحيط الهادئ.

ومع اقتراب الطائرة نحو خليج سان فرانسيسكو، قال قائد الطائرة بيرتران بيكارد" عبرنا الجسر، والآن نحن رسميا في أمريكا".

الطائرة الشمسية "سولار إمبلس" هي طائرة خفيفة تجريبية من صنع الطيارين السويسرين "برتراند بيكارد" و"أندريه بورشبرغ"، اللذين عملا على تطوير مشروع "سولار إمبلس" منذ أكثر من عقد من الزمن.

بدأت أولى الرحلات لمشروع برتراند وأندريه في 5 يونيو/حزيران 2012 واستغرقت 19 ساعة متواصلة، قطعا خلالها مسافة 830 كلم، من مدريد إلى الرباط، وتعتبر تلك الرحلة أول رحلة عابرة لقارتين تقوم بها طائرة تسيرها الطاقة الشمسية فقط.

وكان الغرض من تلك الرحلة تجهيز وسائل الاتصالات لتقنية جديدة، ومحاولة التوصل إلى نظام جديد للطيران يكون محافظا على البيئة واقتصاديا في الوقت نفسه ، والهدف هو الوصول إلى تقنية محرك طائرة صديقا للبيئة، من دون استهلاك للوقود.

في مارس/آذار 2015، أقلعت الطائرة التي تعمل بالطاقة الشمسية "سولار أمبلس 2" من أبوظبي، في رحلة تاريخية حول العالم، من دون استخدام قطرة وقود واحدة، على أمل فتح أفق جديد لاستخدامات الطاقة النظيفة في العالم. وتناوب على قيادتها قائدان، واحد لكل مرحلة.

سولار إمبلس..تتزود بأشعة الشمس فقط

إن ما يميز طائرة "سولار إمبلس" هو تزودها بالطاقة التي تحتاجها من أشعة الشمس، وذلك من خلال 17 ألف خلية كهروضوئية تغطي سطحها العلوي، وتزود هذه الخلايا محركات الطائرة بالطاقة اللازمة في أثناء ساعات النهار، وتشحن البطاريات التي تحتاجها المحركات في أثناء ساعات الظلام. وكلف مشروع بناء هذه الطائرة 70 مليون يورو.

وبعد إقلاعها من أبو ظبي توجهت الطائرة في العام الماضي إلى سلطنة عمان ثم الهند ثم ميانمار (بورما) ثم الصين، ثم توجهت إلى اليابان، قبل شروعها برحلتها إلى جزر هاواي المحطة قبل الأخيرة إلى كاليفورنيا التي بلغ طولها 8924 كيلومترا.

إصرار على النجاح

لا يمكن المرور دون التوقف عند العراقيل التي اعترضت الطيارين السويسريين، خلال رحلتهما إلى اليابان، حيث ارتفعت حرارة بطاريات الطائرة بشكل غير طبيعي خلال تلك المرحلة، مما استوجب توقفها في هاواي للصيانة، واضطر القائمون على مشروع الطائرة إلى جمع مبلغ 23 مليون دولار إضافية من داعميهم خلال الشتاء، من أجل تمكين المشروع من الاستمرار لسنة اضافية.

وعبورهما المحيط الهادئ هو نجاح آخر لمشروعهما من أجل استخدامات الطاقة النظيفة الصديقة للبيئة في العالم.

عباس بن فرناس القرن الحادي والعشرين

قارن البعض الطيار السويسري برتراند بيكارد بعباس بن فرناس الأندلسي، الذي اشتهر بمحاولته الطيران من خلال تركيبه أجنحة إصطناعية على يديه، وفي الحقيقة فإن حلم برتراند بيكارد في طفولته كان مشابها، إذ لم يرد بخاطره سوى التحليق بجسده الصغير عاليا في الهواء كالطير، ولم تتحقق أمنيته إلا عام 1999، حين طاف بمنطاد هوائي حول الأرض، بعد محاولتين فاشلتين، متمكنا من تحقيق رقم قياسي عالمي.

بيكارد أراد تحقيق "ثورة خضراء" بالاستغناء عن مصادر الطاقة الإحفورية كالنفط، والغاز، والفحم، واستغلال موارد الطاقة المتجددة كالريح، والطاقة الشمسية، وعن ذلك يقول بيكارد: "ستكون هذه الطائرة وسيلة نقل مستدامة"، وهذا يعني أن طاقتها تتجدد ولا تنضب.

المصدر: وكالات

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا