إلى أين تتجه أوروبا؟

أثارت خطوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يخفى على أحد أن ساكن البيت الأبيض تجرأ في الآونة الأخيرة على اتخاذ تدابير سياسية واقتصادية أزعجت القارة العجوز.

فبالإضافة إلى تعنت الإداراة الأمريكية بشأن الملف النووي الإيراني، ووضع الشروط أمام الجمهورية الإسلامية، ناهيك عن فرض عقوبات واسعة عليها، يتجه ترامب لفرض رسوم تجارية على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي، وجميع هذه المسائل تضر بالاقتصاد الأوروبي.

يقول مسؤولون أوروبيون إن الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب تريد أن تكون أوروبا منقسمة، لأن ذلك يصب في مصلحة واشنطن.

في هذا الوقت يحاول الاتحاد الأوروبي التحرك في إطار المنظمات الدولية واتخاذ التدابير للحد من تأثير العقوبات الأمريكية التي سيعاد فرضها على إيران.

لكن، هل ينجح الأوروبيون في كسر شوكة واشنطن دون مساندة من روسيا؟

من خلال تصريحات المسؤولين الأوروبيين لا سيما البريطانيين والفرنسيين والألمانيين، ورفض هؤلاء للإملاءات الأمريكية بشأن خطوات ترامب، بات من الواضح أن القارة توجهت للاستعانة بروسيا وخلال أقل من شهر زار كل من ماكرون وميركل روسيا، حيث التقيا الرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي وبطرسبورغ.

باتت بعض الدول الأوروبية تعتبر روسيا حليفا استراتيجيا، فالمستشارة الألمانية بحثت مع الرئيس بوتين مشروع "السيل الشمالي 2" لتوريد الغاز الروسي إلى ألمانيا، والذي تعارضه الولايات المتحدة بشدة.

يرى مراقبون أن بروكسل باتت تتفهم أن المسائل الساخنة على الساحة الدولية تحظى بتأثير روسي كبير ولا يمكن أن يحدث تقدم بأي موضوع دون رضا موسكو.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعلن من داخل أروقة منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي عن معارضته للعقوبات الأمريكية ضد إيران وضرورة حماية شركات بلاده، وبدلا من التركيز على الخلافات تحدث عن التنسيق للتسوية في سوريا وأوكرانيا.

ويدعو ماكرون أيضا موسكو للعمل مع باريس بنهج قوي ومتعدد الجوانب ليكون مجلس الأمن الدولي أداة قوية لبناء المستقبل، في إشارة إلى ضرورة تطبيق قرارات المجلس، لا سيما القرارات المتعلقة بإيران.

تصريحات ماكرون في روسيا تأتي بعد زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة، وإذا دلت على شيء، فهي تدل على فشل محادثات الرئيس الفرنسي مع الحليف الأمريكي بشأن المسائل العالقة وإن كانت المظاهر تدل على غير ذلك.

ويأتي ذلك بعد شهر فقط من تفاقم الخلافات بين روسيا والغرب بشأن سوريا وقضية تسميم رجل المخابرات السابق سيرغي سكريبال.

يمكن لمتابعينا التصويت على صفحتنا في فيسبوك

بعض التعليقات في فيسبوك

كما يمكنكم التصويت عبر صفحتنا في تويتر

بعض التعليقات على تويتر