العلماء يحلون سر التثاؤب

العلوم والتكنولوجيا

العلماء يحلون سر التثاؤب
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/t4tu

يعتقد العلماء أن التثاؤب يزيد من يقظة فرد واحد والجماعة ككل.

نشعر بالرغبة في التثاؤب في ظل ظروف متنوعة. وعلى سبيل المثال، نتثاءب عندما نشعر بالنعاس أو الملل. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ العلماء أن الناس يميلون إلى التثاؤب في المواقف العصيبة تحسبا لأحداث مهمة. على وجه الخصوص، يعاني المظليون من نوبة من التثاؤب قبل أول قفز بالمظلة، والموسيقيون قبل المشاركة في الحفل الموسيقي، وحتى الرياضيون عشية انطلاق الألعاب الأولمبية.

ما هو الغرض الفسيولوجي من التثاؤب؟ -  منذ فترة طويلة كان هناك اعتقاد شائع بأن التثاؤب ناتج عن نقص الأكسجين في الدم. مع ذلك، أظهرت سلسلة من التجارب التي أجريت في أواخر الثمانينيات للقرن الماضي أن تواتر التثاؤب لا يتغير مع زيادة التنفس وممارسة التمارين الرياضية وانخفاض مستوى الأوكسجين أو ثاني أكسيد الكربون في جسم الإنسان.

إذن فلماذا من وقت لآخر نفتح فكيْنا بشكل لا إرادي ونغمض أعيننا ونأخذ نفسا عميقة؟

 واتفق الأطباء اليوم على أن إحدى وظائف التثاؤب هي التنظيم الحراري. وتم التأكيد على أن التثاؤب يسبقه ارتفاع في درجة حرارة الدماغ ، وبالتالي فإن العمليات الفسيولوجية المصاحبة للتثاؤب تعمل كنظام تبريد وتساهم في زيادة تدفق الدم في الدماغ. وتمكّن الأخصائيون حتى من التحكم في وتيرة التثاؤب عن طريق زيادة درجة حرارة الدماغ.

ويفترض أن التثاؤب يمكن أن يزيد من حدة رد الفعل والإبداع ليس لدى الإنسان فحسب بل لدى كائنات حية أخرى، لأن التثاؤب تزاوله غالبية الثدييات وحتى الزاحفات.

ولكن ماذا نقول إذا عرفنا أن التثاؤب هو عملية شديدة العدوى؟ ولا بد أنك شهدتَ ذلك ألف مرة. وبمجرد تثاؤب زميل شخص ما، سيكرره رفاقه على الفور. وعلاوة على ذلك، فإن مثل هذا التثاؤب الجماعي يمارسه الشمبانزي والبونوبو. وعلاوة على ذلك، تتثاءب حيوانات الشمبانزي والكلاب المستأنسة ردا على تثاؤب الإنسان، أي أن التثاؤب يمكنه حتى التغلب على حاجز بين الأنواع!

تقول إحدى الفرضيات إن التثاؤب هو طريقة لتعبئة وتنسيق نشاط المجموعة. وكان التثاؤب، كما تقول، تحفز أسلافنا، وهم ينامون بالقرب من النار: "دعونا نحشد صفوفنا، أيها الرفاق!"

وتؤكد بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي هذه النظرية: "إذا رأيت أو سمعت أشخاصا آخرين يتثاءبون، يتم تنشيط مناطق من قشرة الفص الجبهي في الدماغ والتلم الصدغي العلوي فيك. وهذه المناطق مسؤولة عن الانتباه أثناء البحث البصري والتعرف على التهديدات المحتملة.

إذن فالتثاؤب يؤدي بطريقة ما إلى زيادة اليقظة الفردية والجماعية. وعلى الرغم من أن التجربة الشعبية بأكملها، المتجسدة في الكلمات والتعبيرات الشائعة، تعتبر التثاؤب  على أنه نوع من التسكع على سبيل المثال، وغالبا ما يقول لاعبو الشطرنج: "لقد أخطأت في قطعة"، على الرغم من أنه من الممكن تماما أن يتثاءب لاعبو الشطرنج في مثل هذه الحالات متأخرين، وبالتالي لا يمكنهم التعرف على التهديد في الوقت المناسب.

 المصدر: كومسومولسكايا برافدا

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا