خبراء يعلقون على "زلزال مدمر" في واشنطن وعواصم الغرب بسبب زيارة شي لروسيا

أخبار العالم العربي

خبراء  يعلقون على
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/uzty

قال حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية في حديث لـRT، إن "زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى روسيا، كانت زلزالا مدمرا وصاعقة وقعت على رأس الإدارة الأمريكية والغرب".

وأشار فارس: "أتت زيارة الرئيس الصيني، إلى موسكو كزلزال مدمر وصاعقة وقعت على رأس الإدارة الأمريكية والغرب، لأنها مثلت الطلقة الأخيرة التي استقرت في جسد عالم القطبية الأحادية، وأعلنت وجود عالم متعدد الأقطاب والقوى خاصة أن هذه الزيارة لها أهمية استثنائية نظرا للظروف التي عقدت فيها، والتي تستلزم وجود تعاون وتفاهم ليس على المستوى الثنائي فقط ولكن على المستوى العالمي لمواجهة التحديات المتزايدة، التي تحدث على المستوى الدولي، خاصة أن الصين وروسيا أصبحا معا في كفة واحدة، وفي خندق واحد في مواجهة تحديات وجودية، تهدد أمنهما القومي من قبل الغرب والإدارة الأمريكية".

وأضاف: "هذا التنسيق يأتي في إطار نظرية حتمية التحالف، وبالتالي فإن هذه الزيارة سيكون لها إنعكاساتها الإيجابية على كافة المستويات، فعلى المستوى السياسي فقد وصلت العلاقات بين البلدين إلى أعلى مستوى في تاريخها، وأصبحت هناك شراكة شاملة وتعاون إستراتيجي مؤثر في حل القضايا الدولية التي لم تستطع الولايات المتحدة حلها على مدار عقود، وهذا ما شاهدناه في نجاح الصين في عودة العلاقات السعودية الإيرانية، ودور نشط لروسيا في آسيا وإفريقيا وقيامها بإسقاط الكثير من الديون عن دول القارة الإفريقية، أيضا الصين قدمت المبادرة الصينية لحل الأزمة الأوكرانية، والتي تنظر لها روسيا بعين الاحترام، بعكس الغرب والإدارة الأمريكية الذين يحاولون إفشالها حتى لا تنجح الصين في تثبيت نفسها كأحد الأقطاب الدولية في النظام العالمي الجديد، لكونها تدعم تحقيق نظام ديمقراطي عادل بعيد عن الاستبداد الغربي".

وأردف بالقول: "أما على المستوى الإقتصادي فهو لا يقل أهمية بل يزيد عن المستوى السياسي، فالاقتصاد كان الملف الأهم على مستوى هذه الزيارة التاريخية فالتجارة البينية بين البلدين سجلت في عام 2022 رقم قياسي بلغ 190 مليار دولار، وارتفع دور اليوان الصيني والروبل الروسي بشكل كبير، ونجحا معا في فرض معادلة إقتصادية جديدة قائمة على كيفية كسر هيمنة الدولار في ظل الكم الهائل من العقوبات الغربية التي وقعت على روسيا، وكشفت الهشاشة الإقتصادية للدول الأوروبية التي كانت تعيش في رفاهية كبيرة بحصولها على الغاز الروسي بأسعار زهيدة، وعندما توقف بدأت الأزمات الاقتصادية تظهر بشكل صارخ في كل أنحاء أوروبا".

وختم بالقول: "وبالتالي فإن التعاون الاقتصادي الروسي الصيني، سيكون الأقوى في العالم في الفتره القادمة خاصة بعد الاعلان عن تدشين خط سيبيريا واحد وسيبيريا اثنين لإيصال الغاز الروسي إلى الصين والذي سيشكل علامة فارقة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين".

من جانبه قال الدكتور مصطفى إبراهيم، الخبير فى الشأن الصيني، بالنسبة لزيارة الرئيس الصيني لروسيا "هي زيارة بالطبع مهمة، والأهم توقيت الزيارة أيضا، مضيفا أن لقاء زعيمين كبيرين فى ظل الأحداث الدائرة من إدخال الاتحاد الأوروبي وأمريكا أسلحة جديدة وضغط كبير على روسيا، وفي نفس الوقت، قرار توجيه إتهام للرئيس الروسي بجرائم حرب".

وأضاف إن "زيارة الرئيس الصيني هي دعم كبير بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتعطيه دفعة قوية في مواجهة التحديات".

وأشار إلى أنه "مما لاشك أن التعاون الصيني الروسي، في كل المجالات سيزداد فى الفترة القادمة في مجالات عدة سيكون منها القطاع الحربي والأسلحة سوف يعطي دفعة  لروسيا لاسيما أن الأزمة الأوكرانية طالت أكثر ماهو متوقع لها".

وختم بالقول: "هناك لاشك مشكلة فروسيا في الصراع وحدها، ومن المتوقع والحالة هذه أن تكون هناك مشكلة لدى الروس في الأسلحة والذخائر و من الصعب أن تكمل روسيا  بدون دعم من أحد، وإن أوكرانيا تساعدها كل أوروبا وأمريكا".

من جهته قال الباحث المتخصص فى الشأن الروسي، أحمد سلطان: "بالنسبة للزيارة هي زيارة هامة للغاية، تؤكد على أن العلاقات الروسية الصينية، دخلت طورا جديدا ليس منذ اليوم، وليس منذ تاريخ الزيارة بل منذ بدأ الأزمة الأوكرانية".

وأضاف: "وصلت هذه العلاقات إلى مستوى غير مسبوق إلى حد الشراكة، يمكن القول إنها شراكة استراتيجية بين روسيا والصين، في الوقت الحالي وكلا الدولتين لديهما مصالح وأهداف مشتركة وكلا الدولتين تتشاركان نفس الرؤية في النظام العالمي القائم وتسعى الدولتان إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب، بما يضمن الوزن النسبي لكل دولة بحيث أن يكون هذا النظام لا يدور فى فلك قطب واحد، كما كان النظام الدولي قبل ذلك والتعاون بين القوى الكبرى والقوى الإقليمية يشغل حيزا كبيرا في رؤية كل من موسكو وبكين بالنسبة للنظام العالمي الذي بدأت بوادره تلوح وبدأت ملامحه تتشكل في الوقت الحالي خاصة مع استمرار الأزمة الأوكرانية".

وأكد: "بالطبع الزيارة تؤكد على أهمية التعاون والشراكة بين البلدين وهذه الشراكة تتدخل فى العديد من المجالات سواء المجالات العسكرية أو المجالات الاقتصادية، والتبادل التجاري حتى العلاقات الثقافية والإعلامية لذلك الزيارة تطرقت لكل هذا، بهذا الحجم والزخم الذي اكتسبته والذي بدى واضحا في عدد الاتفاقات التي وقعت مابين الجانبين  تؤكد أنها زيارة فارقة في العلاقات الروسية الصينية، وتؤكد أن الجانب الروسي والجانب الصينى ينويان توسيع تعاونهما مع التأكيد على أن هذا التعاون هو تعاون نتيجة المصالح المشتركة ونتيجة الواقع الذي فرضته الأزمة الأوكرانية الحالية، والصراع الممتد بين المعسكر الغربى بقيادة الولايات المتحدة وبين دولة الصين وروسيا لأن الإدارة الأمريكية الحالية في وثيقة الأمن القومي التى أصدرها الرئيس الحالي بايدن، عندما وصل إلى سدة الحكم ركزت على التنافس والصراع، التنافس الجيوسياسي مع كل من روسيا والصين، وإن وضعت الصين فى المقدمة قبل روسيا، إلا أن الواقع العملي أثبت أن روسيا لا تقل أهمية من حيث التنافس الجيوسياسي مع الولايات المتحدة عن الصين، وإن كانت الصين تركز على الجانب الاقتصادي بشكل أكبر ولجأت إلى استراتيجية تدريجية إلا أن الجانب الروسي فرض نفسه على أجندة الأمن القومي الأمريكي، وعلى العالم ودخل في طور جديد مع الأزمة الأوكرانية".

وقال إن: "هذه الزيارة تؤكد أن كلا البلدين ماضيين فى التعاون، وأن هذا التعاون ليس موجها ضد دولة وليس تعاون عدائيا هدفه استهداف الدول الغربية أو الولايات المتحدة، ولكن وإنما هو تعاون من منطلق المصالح المشتركة، والاهتمامات المشتركة وتقريب وجهات النظر بين القيادة الروسية والقيادة الصينية".

وأضاف: "سيكون هناك مزيد من التعاون فى الفترة القادمة خاصة مع استمرارالأزمة الأوكرانية".

وأشار إلى أن "العام الماضي العلاقات الروسية الصينية نمت بشكل كبير جدا، والتبادل التجاري زاد بتصدير االنفط والغاز الطبيعي إلى الصين، وإن القيادة الروسية قامت بنوع من الاستدارة تجاه الصين مع الأزمة الأوكرانية، وإن الصين الشريك والحليف الأقرب لروسيا، وعوضت الصين روسيا السوق الأوروبية فيما يتعلق بصادرات النفط والغاز الروسي، أو بالمواد الأخرى والتبادل التجاري زاد بنسبة كبيرة جدا في الفترة الأخيرة، وأيضا أصبحت الصين داعم وشريك عسكري لروسيا سواء فى توفية أشباه موصلات تستخدم في التقنيات العسكرية، توفير طائرات بدون طيار أو توفير بعض الأسلحة وقطع الغيار للقوات الروسية وطبعا هذا أمر هام جدا للجانب الروسي فى الوقت الحالي، في النهاية الدولتان تتشاركان نفس الرؤية لرفض الهيمنة الغربية والأمريكية، ويسعيان إلى تعاون أكبر وشراكة أكثر إستدامة فى المستقبل".

القاهرة - ناصر حاتم 

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا