رسالة مفبركة أنقذت الأوكرانية سافتشينكو المسجونة في روسيا!

أخبار العالم

رسالة مفبركة أنقذت الأوكرانية سافتشينكو المسجونة في روسيا!
ناديجدا سافتشينكو
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/hgal

رغم المخاوف الغربية على مصير الطيارة الأوكرانية ناديجدا سافتشينكو المعتقلة في روسيا، إثر إضرابها عن الطعام، تمكن مواطن روسي من إنقاذ حياة المرأة الحديدية عن طريق خدعة.

وكانت موجة هستيريا أوكرانية غربية عن "وفاة سافتشينكو الوشيك" في السجن الروسي، حيث تبقى بصفتها المتهمة بالاشتراك في قتل صحفيين روسيين، قد تصاعدت بعد إعلان الأخيرة الإضراب عن الطعام. وتحدثت سافتشينكو نفسها عن "ساعات" تفصلها عن الموت.

لكن مارك فيغين محامي سافتشينكو، وهي ملاحة مروحية "مي-24" في الجيش الأوكراني، أعلن صباح الخميس 10 مارس/آذار عن موافقتها على شرب المياه، على الرغم من أنها تواصل إضرابها عن الطعام.

وأوضح أن موافقة سافتشينكو على شرب المياه جاءت ردا على تعهدات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ببذل كل ما بوسعه من أجل إعادة المواطنة إلى أوكرانيا.

كما كشف فيغين أن الرئيس بوروشينكو بعث برسالة إلى سافتشينكو المسجونة في مدينة دونيتسك جنوبي روسيا، وتعهد بتعيينها في منصب وزير معني بالشؤون العسكرية في الحكومة. ونشر صورة للرسالة على حسابه في موقع "تويتر".

وأضاف المحامي: "إنني واثق من أن ذلك سيساعد في الإفراج عن موكلتي".

لكن بعد مرور ساعات، نشر فيغين تغريدة أخرى، قال فيها أن الرسالة من بوروشينكو كانت مفبركة، ومن ثم زعم أن حسابه على "تويتر" اخترق.

وفي هذا السياق أعلن المواطن الروسي فلاديمير كوزنيتسوف الذي سبق أن اشتهر بانتحال شخصيات سياسيين بارزين وإجراء مكالمات هافية مع زعماء دوليين باسم هذه الشخصيات، أنه مسؤول عن الرسالة التي أنقذت حياة سافتشينكو.

وأوضح أن هدف خدعته كان يكمن في تهدئة أعصاب سافتشينكو، لكنه سعى أيضا إلى استهداف الرئيس بوروشينكو "الذي يتعهد لكل شخص بكل شيء، لكنه لا يفي بتعهداته أبدا".

وكشف أن "بوروشينكو" في الرسالة المفبركة أوصى الطيارة الأوكرانية بالإقرار بذنبها، ما دفع بمحاميها إلى التعهد بأنه يحاول إقناع موكلته بالتعاون مع المحققين الروس.

بدوره اتهم المحامي فيغين الاستخبارات الروسية بتنفيذ هذه "العملية القذرة"، واتهم أيضا القنصل الأوكراني في مدينة روستوف على الدون الروسية بتسريب رقم هاتفه وعنوانه الإلكتروني لمنتحل شخصية ادعى بأنه يمثل الرئاسة الأوكرانية ومكلف بتسليم الرسالة من بوروشينكو إلى سافتشينكو.

وكانت سافتشينكو قد تعهدت في كلمتها الأخيرة أمام المحكمة يوم الأربعاء، بأنها ستواصل إضرابها عن الطعام وستعود إلى أوكرانيا "حية أو ميتة".

وتعهدت أيضا بأنها "كشخصية سياسية لن تصافح روسيا أبدا في الساحة الدولية".

ووعدت بأنها "لدى اتخاذ كل قرار سياسي" ستفكر كيف سينعكس هذا القرار على الشعبين في أوكرانيا وفي روسيا، على حد سواء.

تمارس واشنطن ودول أوروبية مزيدا من الضغوط على روسيا من أجل الإفراج عن سافتشينكو. وطالب نواب البرلمان الأوروبي اتحاد القارة العجوز بفرض عقوبات ضد مسؤولين روس على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، على خلفية قضية سافتشينكو، فيما وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري استمرار اعتقال المواطنة الأوكرانية بأنه انتهاك لاتفاقات مينسك.

لكن موسكو ترفض الخضوع للضغوط أو بحث إمكانية عقد صفقة تبادل تشمل سافتشينكو قبل صدور حكم قضائي بحقها.

 ويؤكد الجانب الروسي أن سافتشينكو التحقت بصفة متطوعة بكتيبة "أيدار" للقوميين الأوكرانيين بعد بدء الحرب في جنوب شرق أوكرانيا، وقامت بتحديد إحداثيات مكان وجود الصحفيين الروسيين إيغور كورنيليوك وأنطون فولوشين ومجموعة من المدنيين في محيط لوغانسك، وسلمت تلك الإحداثيات لقيادة الكتيبة التي شنت بدورها غارة أسفرت عن مقتل الصحفيين وعدد من المدنيين في يونيو/حزيران عام 2014.

وتنفي روسيا الاتهامات الأوكرانية بـ"اختطاف" سافتشينكو، وتؤكد أنها دخلت الأراضي الروسية بذريعة اللجوء بلا وثائق تؤكد شخصيتها، وتم توقيفها في مدينة فورونيج الروسية لتحديد هويتها، واتضح أنها مشتبه بها في عملية قتل الصحفيين الروسيين.

الكرملين يرفض التعليق على اقتراح بوروشينكو بشأن عقد "صفقة تبادل" تشمل سافتشينكو

بدوره، قال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي إن الكرملين أخذ بعين الاعتبار تصريحات الرئيس الأوكراني الذي اقترح الأربعاء عقد "صفقة تبادل" مع روسيا من أجل إعادة سافتشينكو إلى أوكرانيا. لكن المسؤول الروسي رفض التعليق على هذا الاقتراح.

وفي وقت سابق نفت وزارة الخارجية الروسية إجراء أي مفاوضات مع أوكرانيا حول صفقة التبادل المحتملة، وأكدت أن الحديث عن إعادة سافتشينكو إلى أوكرانيا مستحيل حتى إصدار القضاء الروسي حكمه في قضيتها.

ومن المقرر أن تنطق المحكمة بحكمها في قضية المواطنة الأوكرانية يومي الـ21 والـ22 من مارس/آذار الجاري.

وسبق لكييف أن ألمحت أكثر من مرة إلى احتمال مبادلة سافتشينكو والمخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف المدان في روسيا بتهمة إعداد عمليات إرهابية، بالروسيين ألكسندر ألكسندروف ويفغيني يروفييف اللذين اعتقلتهما السلطات الأوكرانية في مقاطعة لوغانسك في مايو/أيار عام 2015 واتهمتهما بأنهما عنصران في الاستخبارات العسكرية الروسية كانا مكلفين بمهام تخريبية في أوكرانيا، وهو أمر نفته وزارة الدفاع الروسية قطعيا.

المصدر: وكالات

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا