جولة مع مركبة جونو وهي تتخطى أكبر قمر في المجموعة الشمسية وكوكب المشتري
في 7 يونيو 2021، حلقت المركبة الفضائية جونو التابعة لناسا بالقرب من قمر المشتري المغطى بالجليد، غانيميد، أكثر من أي مركبة فضائية منذ أكثر من عقدين.
وبعد أقل من يوم واحد، قامت جونو برحلتها الرابعة والثلاثين حول كوكب المشتري، فوق الغلاف الجوي المتقلب من قطب إلى آخر في أقل من ثلاث ساعات.
وباستخدام كاميرا JunoCam للمركبة الفضائية، قام فريق البعثة بتجميع رسم متحرك لتوفير وجهة نظر "قبطان المركبة الفضائية" لكل رحلة طيران.
وقال سكوت بولتون، الباحث الرئيسي في جونو من معهد ساوث ويست للأبحاث في سان أنطونيو، إن الصور المتحركة تُظهر مدى جمال استكشاف الفضاء السحيق. وأضاف: "الرسوم المتحركة هي وسيلة للناس لتخيل استكشاف نظامنا الشمسي عن كثب من خلال رؤية ما قد يبدو عليه الأمر عندما تدور حول كوكب المشتري وتتخطى أحد أقماره الجليدية. اليوم، بينما نقترب من الاحتمال المثير المتمثل في قدرة البشر على زيارة الفضاء في مدار حول الأرض، فإن هذا يدفع خيالنا لعقود في المستقبل، عندما يزور البشر عوالم غريبة في نظامنا الشمسي".
وتبدأ الصور المتحركة التي تبلغ مدتها 3:30 دقيقة مع اقتراب جونو من غانيميد، مرورا بمسافة 645 ميلا (1038 كيلومترا) من السطح بسرعة نسبية تقدر بـ 41600 ميل في الساعة (67000 كم / ساعة).
وتُظهر الصور العديد من مناطق القمر المظلمة والفاتحة (يُعتقد أن المناطق الداكنة ناتجة عن تسامي الجليد في الفراغ المحيط، تاركا وراءه بقايا مظلمة) بالإضافة إلى فوهة البركان تروس، والتي تعد من بين أكبر الندوب وأكثرها سطوعا في غانيميد.
وتستغرق مركبة جونو 14 ساعة و50 دقيقة فقط للسفر لمسافة 735000 ميل (1.18 مليون كيلومتر) بين غانيميد والمشتري، ويتم نقل المشاهد إلى مسافة 2100 ميل فقط (3400 كيلومتر) فوق قمم السحابة الرائعة لكوكب المشتري. وعند هذه النقطة، أدت جاذبية المشتري القوية إلى تسريع المركبة الفضائية إلى ما يقارب 130 ألف ميل في الساعة (210 ألف كيلومتر في الساعة) بالنسبة إلى الكوكب.
ومن بين سمات الغلاف الجوي لجوفيان (مجموعة الكواكب الغازية العملاقة الأبعد عن الشمس مثل زحل والمشتري)، التي يمكن رؤيتها، الأعاصير القطبية في القطب الشمالي وخمسة من "سلسلة اللآلئ" لعملاق الغاز، ثماني عواصف ضخمة تدور عكس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي والتي تظهر في أشكال بيضاوية بيضاء.
وباستخدام المعلومات التي تعلمتها مركبة جونو من دراسة الغلاف الجوي لكوكب المشتري، قام فريق الرسوم المتحركة بمحاكاة البرق الذي قد يراه المرء أثناء مرورنا فوق العواصف الرعدية العملاقة لكوكب المشتري.
وتم إنشاء وجهة نظر الكاميرا لهذه الصور المتحركة بتقنية time-lapse، من قبل المواطن جيرالد إيششتات، باستخدام صور مركبة لغانيميد والمشتري.
المصدر: phys.org
